الخميس، ٦ كانون الثاني ٢٠١١

مشروعنا يرى النور


د.طاهر علوان
مما لاشك فيه ان مشروع تأسيس الأتحاد الدولي لنقاد السينما العرب الذي اطلقناه مؤخرا ، جاء ليسد فراغا كبيرا ماانفك وهويتسع مخلفا اضطرابا عجيبا على الساحة السينمائية في العالم العربي ..اضطرابا كان من نتائجه انك لم تعد تميز الناقد الجاد والحقيقي والمتخصص عن سواه ، هذه الظاهرة تحولت الى حقيقة واقعة في اوساط بعض او اغلب المؤسسات والمهرجانات السينمائية العربية ، فالناقد الجاد والمتخصص نئى بنفسه عن الأصطفاف في الفوضى وترسيخها بينما ساد خلط عجيب بين المتخصصين من النقاد وبين  كتبة مقالات القص واللصق ..وصار ذلك تعديا على اولئك النقاد من جهة وتعديا على حق الجمهور العريض من جهة اخرى ، هذا الجمهور الذي صار يتلقى سيلا من الغثاثة وصار من الصعب عليه ان يعثر على الناقد الحقيقي بسبب ضخ كم كبير من مقالات القص واللصق وتسيدها واستحواذها على المشهد كله ...لهذا كله وجدنا نحن المؤسسون لهذا التجمع ان هنالك خيارين احلاهما مر ..فأما الرضا بهذا الواقع المزري وتقبل ماسيترتب عليه من مزيد من الفوضى وانعدام المعايير وبذلك يطمس الصوت النقدي الحقيقي ويراهن المراهنون على صبره على الفوضى فيؤثر الأنسحاب من تلك اللعبة..واما ان يلقي النقاد الجادون بثقلهم ويحركون تلك المياه الراكدة ويقررون اعادة تنظيم الأشياء بشكل صحيح ووضع الأمور في نصابها ومنح الناقد الحقيقي مايستحق واول حقوقه ان يعرف ويجري توصيف من هو الناقد السينمائي ومن هو غيرذلك ..انه خيار مر لأننا نعلم جيدا ان المراهنة على اتحاد كهذا موجودة مسبقا  متمثلة في  المراهنة على الفشل لاسمح الله او ان لهؤلاء المؤسسين مآرب اخرى او ان فلانا من المؤسسين لايحبه هذا الشخص او ذاك ..وغير ذلك من ردود الأفعال المتوقعة ..لكن الحقيقة هي اكبر من ذلك بكثير جدا فأول تبعات اطلاق هذا المشروع هو الكم الكبير  من الوقت الذي بذلناه ونبذله كل يوم لمتابعة اجراءات التأسيس والتواصل مع النقاد ووسائل الأعلام والتشاور حول النظام الداخلي وقت مهم ولايقدر بثمن ...لكن في المقابل مايبهج حقا ويدفعنا لمزيد من الأصرار في المضي باتجاه الخطوات اللاحقة هو هذا الكم الكبير من الأستجابات والترحيب الذي نتلقاه  يوميا من طرف زملاء اعزاء :نقاد سينمائيين واكاديميين وصحافيين وهواة من كل البلاد العربية تقريبا ...الكل يبارك ويشيد ويرحب ويقدم المقترحات ...وامتدادا لهذه الثقة قررنا مع انفسنا ان تكون روح فريق العمل الواحد هي السائدة ، نبذ الأنا ، واعتماد التصويت عند اتخاذ القرار ، تجاوز الخلافات الشخصية والحساسيات بشكل كامل وفتح صفحة بيضاء حديدة والوقوف من جميع المؤسسات السينمائية والمهرجانات والسينمائيين بمسافة واحدة مع احتفاظ كل شخص برأيه ومواقفه التي لا ولن تمثل رأي ولاموقف الهيئة التأسيسية التي يعتد فقط بما تعلنه بأسمها بشكل رسمي ...الذي اعجبني من بين الكثير من التغطياتت الصحافية والتلفزيونية لموضوع تأسيس الأتحاد هو تغطية قناة النيل الفضائية ، التي قدمت البيان كاملا في احد برامجها ليوم الثلاثاء 2 نوفمبر ثم استضافت السيناريست والناقد د.رفيق الصبان الذي اعلن ترحيبه الكبير بتأسيس هذا الأتحاد شارحا ابعاده وطبيعته وضرورته مقارنا بينه وبين االفيبرسبي وانه يجيء تلبية لحاجة ملحة واستفاض كثيرا في هذا الموضوع واختتم حديثه المهم بكل ماورد فيه بمسألتين مهمتين وهما : فبالأضافة الى ان يساعد الأتحاد الدولي لنقاد السينما العرب بتنظيم المهنة والمتخصصين فيها فأنه مطالب بالتشاور مع ادارات المهرجانات السينمائية العربية لتنظيم مهرجاناتهم عبلى مدار العام بدل انعقاد   اغلب واهم المهرجانات السينمائية العربية في الشهور الثلاث الأخيرة من السنة (ابو ظبي ، قرطاج  دمشق ، دبي ، مراكش ، القاهرة ) وهو مطلب ليس من السهل تحقيقه بكل تأكيد بسبب احتفاظ كل مهرجان بتاريخ انعقاده والأصرار عليه لكن ربما سيكون هنالك كلام حول المقترح في المستقبل ، والمسألة الأخرى ان يخصص هذا الأتحاد جائزة خاصة لأحسن الأفلام العربية التي تعرض في المهرجانات السينمائية العربية .تحية للأستاذ الصبان على موضوعيته وعلى كل ماورد في حديثه من نقاط ايجابية وعملية ومهمة .
د.طاهر علوان
عن موقع ورشة سينما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق