السبت، ١ كانون الثاني ٢٠١١

نقاد السينما يتّحدون ....

ضرورةٌ ملحّة، وأسبقيّة لابدّ من تلبيّتها

منذ أمدٍ بعيدٍ، وفكرة وجود إتحاد لنقاد السينما العرب يراود عدداً من المُمارسين لعملية النقد السينمائي في العالم العربي، وخارجه، ومع أنّ الحلم لم يتحقق من قبل لأسبابٍ متعددة، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع عدداً من النقاد الحالييّن من إعادة توحيد جهودهم، والانطلاق في خطواتٍ مدروسة، وفعلية، يقول الناقد طاهر علوان :
"مسألة تأسيس إتحاد عربيّ ذا أفقٍ عالميّ للنقاد السينمائيين العرب ضرورة ملحة، وأسبقية لابد من تلبيتها لرصد التحوّلات الحاصلة على أصعدة العمل السينمائي المختلفة".
ويضيف: "نريده إتحاداً يمتلك ثوابته، وحضوره من وجود عدد كبير من النقاد السينمائيين المُحترفين الذين أضافوا للحياة السينمائية الثقافة، والعلم، والمعرفة، كما نجحوا في التواصل مع جمهورٍ عريض على الرغم من كلّ العوائق ذات الأسباب المُتعددة التي واجهتهم، ولا تزال".
يهدف البيان في بنوده إلى جمع النقاد السينمائيين العرب المُتخصصين، والمحترفين في تجمّع يضمّهم،  وينسق فيما بينهم، ويقدم الخدمات الممكنة لتسهيل مهامهم، على أن يكون تجمّعاً تطوّعياً يكتسب شكل، أو عمل المنظمات غير الحكومية المُتعارف عليها في الوطن العربي، والعالم، وهو مستقل القرار تماماً غير تابع لأية جهة، أو تيارٍ، أو مؤسسة،  لكنه منفتحٌ على التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة".
في هذا الصدد، يقول الناقد صلاح سرميني، وهو أحد المؤسسين إلى جانب كلٍ من طاهر علوان، ومحمد رُضا:
"ما يُضاعف من أهمية، وضرورة تأسيس هذا الإتحاد هو الوضع الحالي الذي يعيشه الناقد السينمائي  المتخصص، والمليء بمواطن الخلل، والتسيّب الذي أحاط بعملية النقد السينمائي، وبمهنته، ومنها عدم الاعتراف بتميّز النقد السينمائي، وفصله عن وظائف إعلامية، وصحافية أخرى، وتجاهل دوره في بناء الحركة الثقافية ككل/ والسينمائية على وجه الخصوص".
لكن من هو الناقد السينمائي المنشود، وما هي شروطه، وبالتالي شروط انضمامه إلى هذه المؤسسة ؟ يقول الناقد محمد رُضا:
"ليست هناك شروطاً، ومعايير تخصّ الناقد العربي دون سواه من زملاء المهنة في الغرب، إنه كل من يكتب النقد السينمائي الهادف للتواصل مع القارئ، وهواة السينما أساساً، ولديه المعرفة الكافية لقراءة، وتحليل الأفلام على نحوٍ متفاعل، وجاد، بالتالي، إذا ما كانت هذه ممارساته، فهو مؤهلٌ لدخول هذا الإتحاد".
- هل تتوقّع أن ينضم إليه عدد كبير من العاملين في هذه المهنة ؟
"الحقيقة هي أن العدد ليس حكماً على النجاح، الأولوية هي لنقاد السينما، وبغاية توحيد الصف، ووضع ضوابط مهنية، عبر هذا الإتحاد لديه مجتمعاً متجانساً ينتمي إليه، ويعمل معه صوب هدف سام".
ما يبدو حافزاً رئيسياً في هذا الاتجاه، كما يتّفق القائمون عليه، هو أن هناك اليوم الكثير من الدخلاء على المهنة من ناحية، وخلط بين من هو صحافي، ومن هو ناقد متخصص، ومعاملتهما، من قبل المؤسسات السينمائية، والإعلامية، كما لو كانا حقلاً واحداً، أمر يجده المُبادرون نقيصة في العمل السينمائي العربي يجب أن يتوقّف إذا ما كانت تلك المؤسسات جادّة في التقدّم بالمشهد السينمائي العربي إلى الأمام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق